تقارير

درار: مشروع الدولة الدينية يهدد السوريين.. ولا بد من تفاهمات بين دمشق والمناطق

قال رياض درار، عضو الهيئة الرئاسية في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، في تصريح خاص لـ “مجهر” إن المجلس ناقش مراراً طبيعة العلاقة مع الحكومة السورية الجديدة، معرباً عن استيائه من “التصرفات المتسرعة” للسلطة الحالية.

وأضاف: “ساءنا التصرفات المتسرعة والتي تدل على مقاربة خاصة لسيطرة هيئة تحرير الشام، وعلى رأسها السيد أحمد الشرع، على كل مفاصل الدولة في سوريا، وهذا كان أمراً غير مرحب به عبر بياناتنا، خاصة بعد الإعلان الدستوري الذي كان سيئاً بوجهة نظرنا”.

وأوضح درار أن أي علاقة مستقبلية ينبغي أن تنطلق من “حلول للمشكلات القائمة” وبناء وطن مشترك، مضيفاً أن “هذا الأمر كان بحاجة منا إلى مراقبة الوضع الجاري في مسارات السلطة الجديدة”.

رؤية “مسد” لسوريا ما بعد الأسد

وأوضح درار أن “مسد” قدم رؤى متعددة لسوريا المستقبل، مؤكداً على ضرورة المشاركة العادلة بين المكونات على قاعدة المواطنة والكفاءة.

وقال: “قدمنا عدة رؤى في سوريا ما بعد الأسد، وراعينا فيها أن تكون هناك مشاركة لجميع المكونات على حد سواء، من خلال مفهوم المواطنة المتساوية والمشاركة في كل مؤسسات الدولة على أساس الكفاءة، وليس الولاء”.

ودعا درار إلى مشروع لا مركزية إدارية كاملة في سوريا: “نتحدث عن مشروع لا مركزية في كل سوريا حتى تستطيع المناطق أن تدير نفسها بنفسها، عملاً بمفهوم الديمقراطية المباشرة، والاحتكام إلى أبناء المناطق في إدارة أنفسهم”.

المركز السيادي… والمناطق التي تدير نفسها

وأوضح عضو الهيئة الرئاسية في “مسد” أن المشروع لا يتناقض مع وجود الدولة المركزية، وإنما يقوم على توزيع وظيفي واضح، وقال: “نحن لم نتخلَّ عن وجود الدولة المركزية أو السلطة المركزية بمفاهيمها، التي تجعل إطار الوحدة على مستوى الأرض والشعب قائماً، ولكن عبر وزارات سيادية: الجيش واحد، العلاقات الخارجية واحدة ومركزية، وكذلك مسائل تتعلق بالمال العام”.

وأضاف أن ذلك يتطلب “تفاهمات بين المركز والمناطق حتى يقوم كل طرف بالواجبات التي تمليها عليه المسؤوليات”.

السلطة الجديدة ونزعة الدولة الدينية

وانتقد درار التوجه الأيديولوجي للسلطة الحالية، معتبراً أنه يقوم على “رؤية دينية سلفية جهادية” تتنافى مع أسس الدولة المدنية بقوله: “المشكلة مع السلطة الجديدة أنهم مجموعة من الشباب لديهم رؤية أيديولوجية خاصة على مفهوم السلفية الجهادية، التي بدأت تتحول نحو مشروع بناء الدولة، ولكن على العقلية الدينية، وهذا سيكون خللاً كبيراً”.

وتابع: “الشعب السوري سيتذمر من طريقة الحكم الجديدة. رأينا نموذج الحكم الديني في إيران، من حيث التشدد والسيطرة وتهميش المرأة، هذه أمور ستعيدنا إلى ما بعد بعد بعد الصفر”.

دعوات لبناء مجتمع مدني في الشمال والشرق

وأكد درار أن مناطق شمال وشرق سوريا تسعى لتكريس نموذج مدني ديمقراطي يحتضن الحريات: وقال “هناك محاولات للتواصل مع حكومة دمشق، حتى تكون مناطق شمال وشرق سوريا منفتحة، مجتمع مدني غير متعصب وغير متأثر بالتيارات الدينية، ولكنه مجتمع علماني يقيم علاقاته على مفاهيم الديمقراطية”.

وأضاف: “أعتقد أنها ستكون موئهلاً لكل السوريين بسبب الحريات التي يمكن أن تُعاش في هذه المناطق”.

الفصائل المتشددة عائق في طريق الدولة

وفي ختام حديثه، حذّر درار من استمرار تأثير الجماعات المتشددة التي “تعيش حلم الدولة الدينية والخلافة”، معتبراً أنها ستكون عقبة أمام بناء الدولة.

وأضاف: “بوجود فصائل متشددة تعيش أحلام الدولة الدينية المسيطرة، ستكون هناك عقبات في حياة الناس وفي بناء مفهوم الدولة”.

زر الذهاب إلى الأعلى