تقارير

عبدي يحذر من تطبيع مشروط بين أنقرة و دمشق ويؤكد أن “تطمينات واشنطن” غير كافية

قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية في حديث لصحيفة الشرق الأوسط أن التطبيع بين دمشق وأنقرة مشروط بترحيل اللاجئين السوريين وتقويض صيغة الإدارة الذاتية، وقال أيضاً أنهم أجروا حوارات مع دمشق دون الوصول لنتائج إيجابية، وتحدث أيضاً عن اتخاذهم لسياسة تنويع مصادر الدخل والاقتصاد للبدء بمشاريع بعد استثناء المنطقة من عقوبات قيصر.

“تطبيعٌ مشروط” بين أنقرة ودمشق

وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أن العلاقات الأمنية بين تركيا ودمشق مستمرة منذ سنوات وأن الطرفان يتحدثان الآن عن التطبيع الشامل.

وبحسب عبدي فإن تركيا أعلنت أن التطبيع مشروط بترحيل اللاجئين السوريين وتقويض صيغة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.

وأضاف “هناك من يتحدث عن نموذج المصالحات من أجل تحديد مصير الفصائل العسكرية العاملة تحت لواء الجيش التركي في المناطق المحتلة”.

ويعتقد عبدي أن هذه المقاربة “تعكس مصالح حكومة أنقرة، وتحمل معها مخاطر كبيرة على مستقبل السوريين وإرادتهم، كما أن نموذج المصالحات ليس إلا تكتيكاً مؤقتاً سرعان ما سيؤدي إلى انفجار القضايا مجدداً، كما نرى في درعا، على سبيل المثال. في العموم، التطبيع الذي يتحدثون عنه بعيد عن إنتاج حل سياسي جاد. لا يمكن معالجة معاناة السوريين بهذه الطريقة، خاصةً بعد سنوات طويلة من الحرب المدمرة”.

وقال عبدي أنهم يأخذون هذه الأمور على محمل الجِد، وقال “نتخذ تدابيرنا حيال ذلك”.

وشدد على ضرورة الوقوف ضد “هذه الصفقة”، وأضاف: “هي تجذّر سياسة التدخلات التركية في شؤوننا الداخلية، وتجعل منها عنصر تأزيم دائم. إن كانت هناك صفقةٌ ما فينبغي لها أن تعكس إرادة السوريين وحدهم، من خلال إطلاق حوار سياسي مفتوح بين الفُرقاء السياسيين. وعلى الرغم من كل المصاعب، لا يزال مصير وطننا بأيدينا نحن، وبذلك فإننا كسوريين، سنقرر الصيغة التي تلائمنا، وليس من خلال الصفقات التي تتم على حساب شعبنا المكلوم والمضحّي”.

ويرى القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية أنه مع اقتراب الانتخابات التركية بدأ الجانب التركي يخطو خطوات علنية فيما يخص “المصالحة مع دمشق”.

تهديدات تركيا المستمرة وتفاهمات 2019

وعن تهديدات تركيا بشن عملية عدوانية على مناطق شمال وشرق سوريا، قال عبدي أن هذه التهديدات لم تنقطع يوماً، وأنها مُدرجة على جدول الأعمال التركي حالياً، وقال: “يدرك الجميع أن هذه العملية ستجلب الويلات على الشعب السوري وعلى وحدة البلاد وسيادتها”.

وأبدى الاعتقاد “أن غالبية الدول المنخرطة في الشأن السوري تشاطرنا هذه الرؤية، ومع ذلك لا ينبغي القول إن الخطر زال، إن حق الدفاع عن النفس حق مشروع بكل تأكيد، نعمل وفق ذلك، ونتخذ تدابيرنا حيال أي تطور ممكن”.

وعن الأقاويل التركية عن عدم التزام قوات سوريا الديمقراطية باتفاقيات وتفاهمات نهاية عام 2019 ، قال عبدي: “هذه التصريحات تدخل في خانة الدعاية المكشوفة؛ بهدف مواصلة الحرب وتبريرها ضد المواطنين، من جانبنا التزمنا بالاتفاقات، وما زلنا ملتزمين بها، الطرف الآخر ينتهك الاتفاقات. نناشد الأطراف الضامنة على الدوام وجوب ردع الانتهاكات التركية المستمرة. تركيا قوة محتلّة، ولا نية لديها للخروج من أراضينا. وهي تستهدف يومياً خيرة القيادات العسكرية التي تقود العمليات ضد خلايا تنظيم داعش والقيادات السياسية والمدنيين، وفي مقدمتهم الأطفال والنساء، من خلال الطائرات المسيرة وقواتها الميدانية مع الفصائل المتواطئة معها”.

وأضاف عبدي: “حتى حقول الزراعة والمواشي لم تَسلم من الضربات التركية، هذه الممارسات انتهاك صارخ للقانون الدولي والمعاهدات الدولية المعنية للحد من همجية الحرب.

وأكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية أن تركيا نفذت خلال العامين الماضيين، أكثر من 70 عملية عبر الطائرات المسيّرة، وأن حصيلة عملياتها، لهذا العام وحده، وصلت إلى 59 هدفاً ضد المدنيين وقواتهم العسكرية.

تطمينات واشنطن غير كافية:

وعن الموقف الأمريكية من الهجمات التركية المستمر قال مظلوم عبدي أن: “الولايات المتحدة بشكل رسمي أعلنت أنها تقف ضد العمليات العسكرية، لكننا نعتقد أن هذا الموقف غير كافٍ لردع الانتهاكات التركية؛ بسبب مواصلة أنقرة نهج الحرب بطرق أخرى. لذا نحض كلاً من موسكو وواشنطن على الالتزام بالتفاهمات والاتفاقيات الموقّعة مع الجانب التركي، وفرض آلية خفض التصعيد وقواعد الاشتباك بصورة ثابتة. بالتأكيد، ينبغي تفعيل الآليات الحقوقية والقانونية لدى حدوث الانتهاكات من أجل محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في شمال شرق سوريا وكل المناطق المحتلّة، من عفرين إلى سري كانيه – رأس العين”.

الحوار مع دمشق و”تشويه اللامركزية”

وأقر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية في حديثه للتواصل مع دمشق مؤكداً عقد عدة جولات من الحوار.

ونوه أن هذه الحوارات لم تفض لنتائج إيجابية، وقال “نعتقد بشكل حاسم أن الحوار هو السبيل الوحيد لإنقاذ وطننا. نحن منفتحون دوماً على الحوار والتفاهم مع الأطراف السوريّة، ومن بينها دمشق بطبيعة الحال، وننظر إلى الحوار من زاوية المصلحة الوطنية وحقوق المواطنين والحفاظ على وحدة البلاد”.

ويرى عبدي أنه “جرى تشويه فكرة اللامركزية نتيجة غياب صوت العقل في البلاد”.

وأضاف “نرى أنه لا يمكن علاج مشكلات دمشق ودرعا والسويداء وإدلب واللاذقية والقامشلي، من خلال الجهاز المركزي البيروقراطي الذي أنتج الأزمة الحالية، هناك فكرة خاطئة في دمشق مفادها أن تحقيقهم بعض التقدم في ساحة الحرب على الفصائل المتواطئة مع تركيا، يدل على صوابية النموذج المركزي، وهذا بعيد عن الواقع ويؤسس لأزمة جديدة في المستقبل،نذكّر هنا بأن النظام تحرّك من تلقاء نفسه وفق لا مركزية الأمر الواقع، حين كان يواجه تهديد السقوط”.

استثناء شمال شرق سوريا من عقوبات قيصر و”سياسة تنويع مصادر الدخل”

وأفصحت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية عن نيتها لاتخاذ سياسية تنويع مصادر الدخل والاقتصاد، وحض عبدي على الاستثمار من أجل معالجة احتياجات المنطقة والبدء بمشاريع.

وعن استثناء واشنطن مناطق شمال وشرق سوريا من عقوبات قانون قيصر قال “تعرضت المنطقة لدمارٍ كبير نتيجة الإرهاب وتبِعاته. ننظر إلى هذه الاستثناءات بشكل إيجابي. فالهدف رفع مستوى معيشة السكان وتأمين فرص العمل وتطوير المشروعات، خاصةً في البنية التحتية وقطاعات الكهرباء والمياه والزراعة”.

زر الذهاب إلى الأعلى