تقارير

المنتدى الاستثماري السوري–السعودي.. بداية جديدة أم إعادة تدوير للأزمات؟

شهد قصر الشعب في العاصمة دمشق، يومي الأربعاء والخميس 23–24 تموز/يوليو 2025، انطلاق فعاليات المنتدى الاستثماري السوري–السعودي الأول، في خطوة تعد الأوسع على صعيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين منذ أكثر من 13 عامًا من القطيعة السياسية والدبلوماسية.

المنتدى، الذي نظمته وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية السورية بالتعاون مع وزارة الاستثمار السعودية واتحاد غرف التجارة السورية ومجلس الأعمال السوري–السعودي، جمع أكثر من 130 مستثمرًا سعوديًا إلى جانب وزراء ورجال أعمال وممثلين عن القطاعين العام والخاص.

الحضور ورسائل المنتدى

شارك في المنتدى الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، الذي ألقى الكلمة الافتتاحية، مشددًا على أن “أيدينا ممدودة لكل من يرغب في بناء سوريا المستقبل، بعيدًا عن منطق الإقصاء والانقسام، ونتطلع إلى أن تكون المملكة العربية السعودية شريكًا محوريًا في إعادة بناء ما دمرته الحرب والفساد.”

•           وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، الذي أكد أن “حضورنا اليوم في قلب دمشق يعكس إرادة سعودية حقيقية في دعم استقرار سوريا وازدهارها، والاستثمار في القطاعات الحيوية التي تخدم الشعب السوري وتخلق فرصًا اقتصادية ملموسة.”

•           وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري محمد نضال الشعار.

•           وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى.

•           رئيس الهيئة العامة للطيران المدني السوري عمر الحصري.

وأشار الحصري إلى أهمية تطوير البنية التحتية للطيران في سوريا، قائلاً:

“نحتاج إلى إعادة تأهيل المطارات الخمسة الموجودة لدينا، ونخطط لبناء مطار جديد في دمشق يتسع لـ 30 مليون مسافر. كما نعمل على إعادة تأهيل مطار دمشق الحالي ليصل إلى 5 ملايين مسافر سنويًا، وتأهيل مطار حلب الدولي بسعة مليوني مسافر سنويًا. كذلك، اتخذنا قرارًا باستثمار مطار المزة العسكري وتحويله إلى مطار مدني.”

الصفقات والاستثمارات: نحو 6.4 مليار دولار في مشاريع استراتيجية

شهد المنتدى توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين شركات سعودية وجهات سورية عامة وخاصة، بقيمة إجمالية بلغت 6.4 مليار دولار (24 مليار ريال سعودي). شملت الاتفاقيات مجالات متعددة، منها:

•           إنشاء أكثر من 3 مصانع إسمنت جديدة في ريف دمشق، ضمن مشاريع تطوير البنية التحتية والصناعة.

•           تطوير مجمعات سكنية وسياحية وطبية في الساحل السوري، بالإضافة إلى مشاريع إسكانية تجارية متميزة، منها مشروع سعودي ملياري لبناء مجمع في حمص.

•           إنشاء مستشفيات خاصة بتقنيات سعودية حديثة في حلب ودمشق.

•           استثمارات في مجالات الزراعة والطاقة المتجددة في البادية السورية.

•           مشاريع تطوير الاتصالات بالتعاون مع شركات سعودية رائدة مثل STC وعلم، بتوقيع مذكرات تفاهم مع وزارة الاتصالات السورية.

•           اتفاقيات في قطاع التمويل والخدمات المالية، منها مذكرة تفاهم بين شركة تداول السعودية وسوق دمشق للأوراق المالية.

•           استثمارات كبيرة لسوريين في السعودية، تعكس علاقات اقتصادية متبادلة.

وأكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أن الاتفاقيات ستتجاوز 11 مليار ريال في مجالات التنمية العقارية وحدها، فيما ستبلغ قيمة مشاريع الاتصالات نحو 4 مليارات ريال سعودي.

وأشار إلى أن المنتدى شارك فيه أكثر من 20 جهة حكومية و100 شركة من القطاع الخاص، مع وجود أكثر من 500 قائد أعمال سعودي طلبوا المشاركة في الاستثمار بسوريا، مؤكداً أن موقف المملكة “راسخ في دعم سوريا في مسيرتها نحو النمو”.

موقف الشارع السوري: بين الأمل والتحفظ

رغم الأجواء الرسمية الاحتفالية، بدا الشارع السوري منقسمًا حيال المنتدى، لاسيما مع تزامنه مع أحداث مأساوية في محافظة السويداء، حيث وقعت مجزرة مروعة راح ضحيتها مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.

زر الذهاب إلى الأعلى