تصعيد في السويداء عقب خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار

شهدت محافظة السويداء، جنوبي سوريا، تصعيداً ميدانياً جديداً، إثر خروقات متكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي ترعاه الولايات المتحدة، في مناطق غربي السويداء وريف درعا الشرقي، ما دفع فصائل محلية إلى تنفيذ هجوم مضاد على موقع تل الحديد الاستراتيجي.
ووفقاً لما نقلته شبكة “السويداء 24″، فإن مجموعات مسلحة قادمة من ريف درعا الشرقي، استهدفت بلدة عرى في ريف السويداء الغربي بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون، بغطاء ناري من قوات تابعة لــ “الحكومة الانتقالية” كانت متمركزة في تل الحديد. وفقاً للمصدر ذاته.
وبحسب “السويداء 24” زعمت تلك المجموعات أن الهجوم جاء رداً على حادثة خطف، إلا أن هذه المزاعم تبين لاحقاً أنها “مضللة”، بحسب الشبكة.
في المقابل، شنّت الفصائل المحلية هجوماً على تل الحديد، الذي يقع داخل الحدود الإدارية للسويداء، وتمكنت من السيطرة عليه بشكل مؤقت بعد اشتباكات عنيفة خلفت خسائر بشرية ومادية. واستمرت الاشتباكات لساعات، وسط قصف متبادل وانفجارات متكررة، قبل أن تصدر غرفة العمليات العسكرية في السويداء تعميمات بوقف التقدم استجابةً لتدخل أطراف دولية وإقليمية راعية لاتفاق التهدئة.
إبلاغ الدول الضامنة:
وبحسب مصادر ميدانية، تم إبلاغ الدول الضامنة بالتطورات والخروقات، وتم التوصل إلى توافق جديد يقضي بانسحاب كافة الأطراف إلى مواقعها السابقة قبل الاشتباكات، بما في ذلك انسحاب قوات الحكومة الانتقالية من تل الحديد، في إطار استكمال جهود التهدئة وعمليات تبادل الأسرى.
رواية الحكومة الانتقالية
في المقابل، اتهمت الحكومة الانتقالية ما وصفتها بـ”العصابات المتمردة” في السويداء بشن هجمات منسقة على مواقع الأمن الداخلي، بما في ذلك تل الحديد ومواقع أخرى في ريف السويداء مثل ولغا وريمة حازم.
وقال قائد الأمن الداخلي في المحافظة، العميد أحمد الدالاتي، في تصريح لتلفزيون سوريا، إن الهجوم كان “منظماً وبدأ بتمهيد ناري باستخدام الدبابات والهاونات”، مشيراً إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الأمن. وأكد أن التعليمات صدرت للرد على مصادر النيران، مع فتح قنوات التواصل مع الوسطاء لاحتواء التصعيد.
واعتبر الدالاتي أن “سلوك العصابات يدل بشكل قطعي على أن وجود الدولة هو الحل الوحيد لضمان أمن المحافظة”، مضيفاً أن هذه الجماعات لم تلتزم ببنود الاتفاق السابقة، بما في ذلك الكشف عن مصير المفقودين.
من جانبها، أفادت قناة “الإخبارية السورية” بأن قوات الأمن الداخلي استعادت السيطرة على نقطة تل الحديد بعد “طرد المجموعات الخارجة عن القانون”.
ونقلت عن مصدر أمني قوله إن هذه المجموعات استهدفت عدة قرى في ريف السويداء، ما أدى إلى مقتل عنصر أمني وإصابة آخرين.
الأوضاع الإنسانية وإغلاق ممر إنساني
وتأتي هذه التطورات بعد مرور أكثر من أسبوعين على اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ مساء 19 تموز/يوليو، عقب مواجهات بين فصائل محلية ومجموعات عشائرية، أسفرت عن مقتل 426 شخصاً، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
ووفق تقارير ميدانية، أدت المعارك والتوترات المتصاعدة في الأسابيع الأخيرة إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في السويداء، حيث نفدت كميات الطحين والمحروقات، إضافة إلى تراجع حاد في الخدمات الطبية نتيجة الأضرار التي لحقت بالمشفى الوطن.
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات السورية، اليوم الأحد، إغلاق ممر بصرى الشام الإنساني مؤقتاً، وذلك بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار و”مهاجمة قوات الأمن الداخلي”، وفق ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية.
الهجري يدعو الفصائل الدرزية الانسحاب من النقاط التي سيطروا عليها مؤخراً
من جهته دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا حكمت الهجري مقاتلي الفصائل الدرزية بالانسحاب المنظم من النقاط التي سيطروا عليها مؤخرا والعودة إلى الخطوط الدفاعية السابقة المحددة باتفاق وقف إطلاق النار في السويداء.
وبحسب الهجري فإن دعوته للانسحاب تأتي لحرص قيادة الطائفة الدرزية على سلامة الأرواح ومنعا لانهيار اتفاق وقف إطلاق الذي جرى توقعيه بين الدروز والحكومة السورية الانتقالية.
كما طالب الهجري الفصائل الدرزية بتعزيز مواقعهم الدفاعية بكل الوسائل الممكنة وضرورة التنسيق مع غرفة العمليات العسكرية في المحافظة لردع أي اختراق من قبل الأطراف الأخرى.