نادي الجزيرة.. مباريات خارج الديار، خزينة مفلسة وحديث عن تعليق المشاركة
تتطلع جماهير نادي الجزيرة الرياضي في الحسكة، شمال شرق سوريا، إلى عودة الفرح إلى مدرجاتها بعد سنوات من خلوها من المشجّعين، التواقين لعودة فريقهم للعب على أرضهم و بين جمهورهم في مدينة الحسكة.
ويرفض الاتحاد الرياضي السوري أن يلعب نادي الجزيرة على أرضه، بحجة أن: “المنطقة ليست آمنة وخاصة في ظل التهديدات التركية”، على الرغم من موافقة “اللجنة الأمنية” بالحسكة على قرار خوض النادي للمباريات في المدينة خلال فترة سابقة، وفقاً لما أفاده مصدر مسؤول من الاتحاد الرياضي في المدينة، لمنصة مجهر.
ويفكر نادي الجزيرة في تعليق مشاركته في الدوري الممتاز في ظل عواقب عدة واجهت النادي بدءاً من رفض خوض مبارياتهم على أرضهم ووصولاً لعدم امتلاك النادي ميزانية كافية تمكنها من منح لاعبيها عقود نظامية.
وقال رئيس نادي الجزيرة الرياضي نبهان فيصل العبد، أنهم يفكرون بالفعل في تعليق المشاركة.
وأضاف: ” لا يوجد في خزينة النادي ليرة سورية واحدة، رفعنا 3 مذكرات للمكتب التنفيذي وننتظر الرد“.
من جهته يقول مدرب النادي، زوبع اليونس، أن الظروف المادية أدت لرحيل عدد كبير من لاعبي النادي المحترفين، مشدداً على أنهم لم يختاروا بعد لاعبيهم المشاركين، مضيفاً أنه: “من الممكن ألا يسافر سوى أربعة لاعبين. لاعبونا يطالبوننا بعقود نظامية”.
الجزيرة في طريقها لتعليق المشاركة في الدوري السوري
وكان سليمان الداوود وهو إداري في نادي الجزيرة قد نشر عبر صفحته على “الفيس بوك” منشوراً كتب فيها: “الجزيرة في طريقها لتعليق المشاركة في الدوري السوري إذا لم يحصل أي تغيير خلال اليومين القادمين”.
وأرجع السبب وراء ذلك إلى “عدم وجود تكافؤ في الفرص والعدالة بين الأندية”، حسب قوله.
وأضاف الداوود: “ليس من المنطق لعب جميع المباريات ذهاباً وإياباً خارج الأرض ودون أي حافز أو تعويض أو تسهيلات مما يعني الهبوط قبل خوض المباريات”.
وكتب المسؤول في النادي: “الطريف في الأمر أن من ساهم في رفض قرار اللعب بالحسكة هم أبناء الحسكة ذاتها، من خلال إيصال معلومات مغلوطة ونشر تهويلات الطريق إلى آذان أصحاب القرار”.
“الجزيرة نادي مظلوم وبحاجة لإدارة رياضية خبيرة”
وقال مسؤول في الاتحاد الرياضي بمدينة الحسكة – فضل عدم كشف هويته – لمنصة مجهر، أن “نادي الجزيرة مظلوم من الكل”، وأن: “من اعتلى الكراسي في دمشق باسم نادي الجزيرة هم نفسهم لم يفعلو شيء للجزيرة”.
وأضاف المسؤول في حديثه: “الجزيرة ليس معاقب حتى يلعب خارج الأرض”، مؤكداً حاجة النادي إلى الأموال والإدارة الرياضية الخبيرة والمحنكة، على حد وصفه.
وفي رده حول الحديث المستمر عن نية النادي لتعليق المشاركة قال: “التعليق ليس بهذه السهولة ولا أتوقع أن تتم الموافقة”.
مضيفاً: “عندما تكون الإدارة ضعيفة ولا تذهب لدمشق لمناقشة الإتحاد الرياضي يجب إقالتها وإجراء تغيير سريع وعودة أبناء النادي الحقيقيين”.
ويرى المسؤول في الاتحاد الرياضي بمدينة الحسكة أن “الدوري السوري يعتبر من أضعف الأندية كون أكثر نواديه لا تمتلك أي ميزانية”.
“أندية الحسكة مهمشة من جميع النواحي على الرغم من كونها منبع المواهب”
من جهته، قال الإعلامي الرياضي السوري، عيسى شيخو، في حديث عبر تطبيق المراسلة الفورية “واتس آب”، أنه “يتم التعامل مع نادي الجزيرة وأدية محافظة الحسكة بشكل عام بهذه الطريقة الفوقية منذ عقود والأمر ليس بالجديد، دائماً فرق الحسكة مهمشة ومظلومة من جميع النواحي بداية من المنشآت والاستثمارات الخاصة على الرغم من أنها تقدم لاعبين ولاعبات بمختلف الألعاب والفئات للمنتخبات الوطنية السورية وهي منبع المواهب وهذه الطريقة بالتعامل اعتدنا عليها منذ زمن بعيد”.
وأضاف شيخو في حديثه لـ مجهر: “يمكن للنادي أن يعلق المشاركة بكل تأكيد فالدوري يلزمه قرابة الـ 600 مليون بالحد الأدنى ولايملك النادي منها 100 ألف، أعتقد أن الأمر مستحيل ولايمكن لأي نادي لايملك مقومات من استثمارات وعقود رعاية ودعم من الفعاليات الرسمية والشعبية أن يلعب بهذه الطريقة المتعبة بدنياً والمرهقة مادياً ونفسياً”.
“في حال شاركت الجزيرة.. المنافسة ستكون معدومة”
ويرى الإعلامي الرياضي عيسى شيخو أن نادي الجزيرة سيشارك في الدوري في حال تم إجباره، إلا أن المنافسة “ستكون للمشاركة فقط لاغير”.
وأضاف: “كيف يمكن له أن يلعب كل مبارياته خارج أرضه، عكس كل الفرق الأخرى حتى شفافية ومصداقية وعدالة، المنافسة ستكون معدومة بين الجزيرة وباقي الفرق. وبالتالي مشاركته بهذا الشكل أو عدمها سيان”.
وقال أن الاتحاد الرياضي لوحده لن يكون بمقدروه حل المشكلة التي تواجه النادي .
وشدد شيخو في ختام حديثه بالقول: “يجب أن تتضافر كل جهود كل الجهات السياسية والأمنية والرياضية حتى يكون بمقدور الجزيرة أن يلعب على أرضه وبين جمهوره كما الفرق الأخرى”.
يشار إلى أن نادي الجزيرة قد صعد الموسم الفائت إلى مصاف الدوري السوري الممتاز إلى جانب فريق المجد الدمشقي. وبحسب رئيس نادي الجزيرة، نبهان العبد، أنهم صرفوا مبلغ يتجاوز 200 مليون ليرة سورية حتى تمكنوا من الصعود إلى الدرجة الممتازة، ويحتاجون إلى ضعف المبلغ كي يتمكنوا من خوض منافسات الدوري الممتاز.
