تقارير

استهداف العلويين مستمر وغياب الثقة في لجنة التحقيق بأحداث الساحل السوري

أوضح تقرير لـ “لوموند الفرنسية” أنه “على الرغم من تعهد السلطات السورية بضمان أمن جميع الطوائف، تواصل الانتهاكات الدموية بحق العلويين في سوريا، حيث تتفاقم الأزمة في مناطق مختلفة من البلاد، وبخاصة في محافظة حماة والساحل السوري.

يتزامن ذلك وفق التقرير “مع غياب الثقة في لجنة التحقيق الحكومية التي تم تشكيلها لمعرفة ملابسات المجازر التي استهدفت أبناء الطائفة العلوية، وهو ما أثار مشاعر من الشك والريبة بين العديد من السوريين”

إعدامات ميدانية للعلويين في حماة

في أحدث التقارير، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن إعدام ميداني لثمانية مدنيين علويين، بينهم ثلاث نساء، من قبل عناصر حاجز أمني في الريف الغربي لمحافظة حماة.

وأوضح المرصد أن عناصر الحاجز أوقفوا حافلة كانت تقل الضحايا وأطلقوا النار عليها، ثم قاموا بإنزال الركاب الأحياء وأطلقوا عليهم النار مرة أخرى.

مجزرة أخرى في دمشق:

وفي حادث منفصل، تم العثور على جثث خمسة شبان من الطائفة العلوية في مستشفى المجتهد في دمشق بعد يومين من احتجازهم على حاجز أمني.

وأفاد المرصد بأن هؤلاء الأشخاص كانوا عائدين إلى منازلهم في حي عش الورور، وتم إعدامهم ميدانيًا بالرصاص بعد احتجازهم.

“لا تزال هناك معاناة مستمرة”

وأشار المرصد السوري إلى أن عملية الإعدام هذه تُضاف إلى سلسلة من الانتهاكات التي تتعرض لها الطائفة العلوية في مختلف المناطق السورية.

كما لفتت العائلات المتضررة إلى أن عدم معالجة هذه الجرائم بشكل عاجل قد يؤدي إلى تدهور الوضع الأمني والإنساني في البلاد.

غموض التحقيقات: لجنة التحقيق الحكومية في دائرة الشكوك

بعد المجازر التي شهدتها منطقة الساحل السوري في مارس 2025، تم تشكيل لجنة تحقيق حكومية للنظر في هذه الأحداث. ومع ذلك، نشرت صحيفة “لوموند” تقريرًا يؤكد غياب الثقة بلجنة التحقيق، حيث عبّر عدد من أهالي الضحايا في مدينة بانياس عن استيائهم من صمت اللجنة وتأخر تقريرها.

وعلى الرغم من أن السلطات أكدت أن التحقيقات لا تزال مستمرة، إلا أن تمديد فترة عمل اللجنة حتى شهر تموز/يوليو 2025 أثار المزيد من الشكوك بشأن نزاهتها.

المجزرة في بانياس:

ووثق التقرير دفن حوالي 275 جثة في مدينة بانياس، من ضحايا المجزرة التي استهدفت أبناء الطائفة العلوية. ورغم الإشراف الأمني على عملية الدفن، تم دفن العديد من الجثث دون تحديد هويتهم، مما يزيد من معاناة عائلاتهم.

“لا أثق بهم”: شهادات من الضحايا وأسرهم

قالت سوزان خليل، إحدى الناجيات من المجزرة، في مقابلة مع صحيفة “لوموند”: “لا أثق بهم. لماذا لا يعلنون شيئًا؟ لماذا لا يؤكدون أنهم لا يزالون يحققون؟” وتروي خليل تفاصيل مأساتها بعد أن فقدت زوجها وابنيها على يد مجموعة من المهاجمين الملثمين، مشيرة إلى أن المهاجمين سألوا فقط إذا كانوا من العلويين قبل أن يطالبوهم بالمال والسيارة.

مخاوف الشهود من الإدلاء بالشهادات:

ورغم شجاعة خليل، تظل أغلب العائلات في حالة من الخوف من الإدلاء بشهاداتها، حيث تم إقناع عدد قليل فقط من الشهود للإدلاء بشهاداتهم أمام اللجنة.

أما معظم سكان البلدة المجاورة، فقد خافوا من المرور عبر الطرقات المليئة بالحواجز الأمنية.

القلق من عدم استقلالية لجنة التحقيق

من جانبها، أعربت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” عن قلقها من عدم قدرة اللجنة على إجراء تحقيقات مستقلة وفعّالة. وأوضحت المنظمة أن اللجنة قد تم تشكيلها من قبل رئاسة الجمهورية، مما يثير شكوكًا حول حيادها واستقلالها، معبرة عن مخاوف من تلاعب السلطات في التحقيقات بما يتماشى مع مصالح النظام.

زر الذهاب إلى الأعلى