تقارير

شمال سوريا.. اشتباكات وتصفية حسابات

تدور اشتباكات مسلحة “عنيفة” بين فصائل تنشط في مناطق شمال سوريا، تابعة لتركيا، في مناطق “الباب، وريف عفرين”، بعد اغتيال مجموعة مسلحة تابعة لما يسمى “الجيش الوطني السوري”، الناشط الإعلامي “محمد أبو غنّوم” وزوجته الحامل.

وقالت قوات ما تسمى “الفيلق الثالث” إنها ألقت القبض على الخلية التي نفذت عملية الاغتيال.

وأشارت إلى أن الفصيل الذي نفَّذَ عملية الاغتيال يتبع لـ”فرقة الحمزة”.

من جهتها قال الفصيل المتهم إن “المتهمين بجريمة قتل “محمد عبد اللطيف غنّوم هم من فرقة الحمزة”.

وتبرأت الفرقة “من المتورطين”، وفق تعبيرهم، في حين خسر الفصيل مواقع عسكرية له في مدينة الباب وريف عفرين، لصالح ما يسمى “الفيلق الثالث”، بعد اشتباكات في المنطقة.

معارضون يصفون ما يجري في شمال سوريا بـ”الأمر المخزي”

وقال “يحيى العريضي”، عضو “الهيئة التنفيذية للتحالف العربي الديمقراطي”، إن ما يجري الآن في مناطق شمال سوريا، من اشتباكات بين فصائل تنضوي تحت سقف ما يسمى الجيش الوطني السوري، هو “أمرٌ مخزٍ”.

ووصف “العريضي” ما يجري حالياً في مناطق بشمال سوريا أنه “”خارج جوهر اهتمامات السوريين”.

وأضاف “لا أريد التفكير به أو الالتفات إليه، المتسبّبون بما يجري هم من أتباع ذلك النظام المجرم”.

وخرجت مسيرات غاضبة في مدينة الباب؛ للمطالبة بمحاسبة المسؤولين، وزعم “العريضي” أنَّ “مستقبل المنطقة لن يتأثَّرَ بمثل هؤلاء”، وفق وصفه، في إشارة منه لـ”الفصائل المتسبّبة بهذه الاشتباكات”.

“ما يجري هو تصفية حسابات بين الفصائل”

من جهته قال العميد السوري المنشق “أحمد الرحّال” في تصريح خاص لمنصة “مجهر”، إن ما تشهده مناطق في شمال سوريا من اقتتالات، لا علاقة له بـ”الثورة السورية”، وأضاف “هذه الفصائل هي سلطات أمر واقع، ولا علاقة لها بالثورة السورية”.

وأكَّدَ أنَّ الفصائل التي تمثّل “الثَّورة السورية” هي فصائل تَمَّ “تجنيبها وتهميشها” من قبل من أسماهم بـ”أمراء الحرب”.

وفيما يخصّ الاشتباكات في مناطق شمال سوريا، أوضح أنَّ “هناك صراعٌ حول المعابر، صراعٌ حول النفوذ، صراعٌ حول زعامات شخصية واقتتالات بينية وتحزّبات بينيّة، وتحت شعارات “أبو غنّوم” تحدث الانقسامات”.

ونوَّهَ “الرحّال” إلى أن “فصائل الجبهة الشامية والحمزات وسليمان شاه وكل الفصائل تسعى لتصفية الحسابات”.

“هيئة تحرير الشام” تتدخل في الصراع

ومن وجهة نظر العميد السوري المنشق “أحمد الرحّال” أنَّ “هيئة تحرير الشام” تسعى لاستغلال الفرصة، وقال في هذا الصدد “الجولاني يسعى لاستغلال الفرصة لفرض سيطرته على معبرين، كما يبحث عن ثغرة من خلال مناصرة الحمزات وسليمان شاه”.

ولفت إلى أن “هذا صراع مدمّر، ومن يشارك في هذه الاشبتاكات لا يمثلون الثورة، هؤلاء أنا أسميهم أمراء حرب”.

ودفعت “هيئة تحرير الشام/ النصرة سابقاً”، بأرتال عسكرية ضخمة من مناطق سيطرتها في إدلب، إلى حدود ريف عفرين للتدخل لصالح فرقة ما تسمى “الحمزات” التي تتعرض لهجوم من “الفيلق الثالث”، على خلفية تورّط “الحمزات” وقادتها بتنسيق وتخطيط وإعطاء الأوامر لقتل الناشط “محمد أبو غنّوم” زوجته الحامل في مدينة الباب، شرقيّ حلب.

وأبدى الرئيس السابق لما يسمى “الإئتلاف السوري” نصر الحريري استغرابه من عملية اغتيال الناشط “أبو غنّوم”، من قبل إحدى فصائل ما تسمى “المعارضة”.

وقال “الحريري” في تغريدة على تويتر “تردّدت لمن سننسب الجريمة، لتأتي النتيجة الصادمة، وإذ بالقاتل من مؤسسات الثورة، يا ترى كم شخص قتل قبل “أبو غنّوم” وكم سيقتل بعده على يد عناصر اخترقت صفوف الثورة”.

“تصحيح المسار ونسف الموجود وإعادة البناء من جديد”

وفي ظل ما تشهده مناطق سيطرة المعارضة من صراعات داخلية؛ تعالت الأصوات لـ”تصحيح مسار الثورة السورية”، وفق ما أطلق عليه معارضون.

ويقول العميد السوري المنشق “أحمد الرحّال” لمنصة “مجهر” في هذا الخصوص “التصحيح اليوم لم يعد ممكناً”.

وأضاف “اليوم نحن بحاجة لنسف الموجود وإعادة البناء من جديد”.

يشار إلى أن مظاهرات غاضبة خرجت في الفترات الأخيرة في مناطق متفرقة من شمال غرب سوريا، بسبب الاقتتال الداخلي وحالة عدم الاستقرار في مناطق سيطرة الفصائل التابعة لتركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى