تقارير

“مسرح للعنف المتزايد”.. منظمات دولية تحث البلدان على إعادة رعاياها من مخيم الهول

عثرت القوى الأمنية، يوم الثلاثاء الماضي، على فتاتين مصريتين مقتولتين بأداة حادة في مخيم الهول، شمال شرق سوريا.

وبحسب مصادر طبية من مخيم الهول؛ عثر على الفتاتين مقتولتين بأداة حادة ضمن القسم المخصص للأجنبيات من عائلات تنظيم “داعش” الإرهابي في المخيم.

ولا تعتبر هذه الحادثة في مخيم الهول، والذي يوصف بأخطر مخيمات العالم، هي الأولى من نوعها، إذ أحصت منظمة أطباء بلا حدود وفاة /79/ طفلاً خلال عام 2021 في المخيم، وقالت إن الأطفال يشكّلون /35/ في المئة من وفيات المخيم الإجمالية.

فيما قالت منظمة “أنقذوا الأطفال”، إن الفتاتين كانتا تبلغان من العمر /12/ و/15/ سنة.

وقالت “بيات روهر”، مديرة الاستجابة المؤقتة لمنظمة إنقاذ الطفولة في سوريا، في بيان لها، يوم الثلاثاء الماضي، إن هاتين الفتاتين “حوصرتا في مخيم الهول دون أي خطأ من جانبهما، وأن موتهما هو تذكير صارخ بأنه لا ينبغي أن يَكبُرَ أي طفل في هذه المخيمات”.

وأضافت “نواصل حثَّ جميع البلدان على إعادة الأطفال العالقين في هذه المخيمات في أقرب وقت ممكن”.

من جهتها أفادت منظمة أطباء بلا حدود – التي تدير منشآت طبية في مخيم الهول – هذا الشهر أن المنشأة/ المخيم تضم أكثر من /50/ ألف شخص، أكثر من نصفهم أطفال.

وقالت المنظمة إن المخيم كان أيضاً: “مسرحاً للعنف المتزايد في الأشهر الأخيرة، حيث تم الإبلاغ عن /34/ جريمة قتلٍ مشتبه بها بين يناير وأغسطس من هذا العام”.

وأضافت: “يتعرض سكان المخيم لمستويات عالية من العنف، بينما يتحمل الأطفال والفئات الضعيفة الأخرى وطأة انعدام الأمن”.

وحثت المنظمة الحكومات الأجنبية على إعادة مواطنيها من المخيم.

وقال الرئيس المشترك لمكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية، “شيخموس أحمد” في تصريح لوسائل الإعلام، “هناك تهديد جدي للقاطنين الموجودين داخل المخيم، فالتنظيم يقتل كل من يتراجع عن فكر الإرهاب”.

وأضاف: “مخيم الهول يُشكّل أرضيّة خصبة لتنظيم “داعش” الإرهابي لارتكاب مجازر، وانطلاقة جديدة لإعلان دولته المزعومة”.

وطالب في حديثه بأن تسحب كل دولة رعاياها من المخيم، وأردف بالقول: “تنظيم داعش يُرسل رسائل للمجتمع الدولي بأنَّه سيستمر وسيعمل على إعادة تنظيم صفوفه، وربما يرتكب مجازر أكبر بحق شعوب المنطقة، لذلك نناشد المجتمع الدولي بالتدخّل ومساعدة الإدارة الذاتية في إعادة تنظيم المخيم من جديد”.

وكانت الإدارة الأمريكية أيضاً قد أبدت أكثر من مرة قلقها من التهديد الأمني الذي يشكله القاطنين في مخيم الهول “ومخيمات أخرى” في شمال شرق سوريا، فيما سعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إقناع الحكومات الأخرى بإعادة مواطنيها المحتجزين في المخيم إلى أوطانهم.

وبحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست “أعاد العراق الآلاف من مواطنيه من سوريا المجاورة، لكن الحكومات الغربية كانت أبطأ في التحرك”.

ففي حين أعلنت فرنسا، في يوليو/ تموز، أنها ستعيد /51/ امرأة وطفل من سوريا، لأول مرة منذ عام 2019، بالإضافة إلى إعلان دول أخرى عن نيّتها لاستعادة مواطنيها، إلا أن دولاً أخرى ألغت جنسية رعاياها المحتجزين في الهول، كما كان الحال مع “شميمة بيغوم” أو كما كانت تُعرف باسم “عروس داعش”، التي كانت تلميذة بريطانية تبلغ من العمر /15/ عاماً عندما سافرت للانضمام إلى “داعش” عام 2015.

زر الذهاب إلى الأعلى