تقارير

حول موهبته لمهنة يعتاش منها.. شاب من السلمية يخطُ اسمه في عالم “الهاند ميد”

السلمية-مجهر

حول موهبته لمهنة يتعايش منها..شاب من السلمية يخطُ اسمه في عالم “الهاند ميد”.

حول “مهند عيسى” 22 عاماً موهبته وهوايته لمهنة تؤمن مصروفه الجامعي، وبدأ من خلال هذه المهنة في خط اسمه في عالم ما يعرف بـ “الهاند ميد”.

اعتادت المجتمعات على ربط بعض أنواع المهن بجنس أصحابها، وقلة قليلة من استطاعت كسر هذه القاعدة الاجتماعية وبحالات فردية أعطتها نوعاً من التميّز.

مدينة السلمية بريف حماة، شهدت واحدة من حالات كسر تلك القواعد، على يد الشاب “مهند عيسى”، الذي امتهن صناعة المجوهرات و”الإكسسوارات” يدوياً، وهو ما يعرف بين ممتهنيها بـ “الهاند ميد”.

استطاع “مهند” الذي يدرس في كلية الاقتصاد بجامعة حمص، أن ينمي موهبته هذه، ولم تجبره الدراسة على ترك ما وصفه بـ”الهواية والمهنة الراقية” التي بدأ بممارستها منذ أيام المدرسة الإعدادية.

يقول “مهند” لمنصة “مجهر” أن “فكرة العمل بمجال الهاند ميد بدأت معي منذ الصف السابع، بعد أن تمكنت من اكتشاف موهبتي خلال أحد دروس الرسم في المدرسة، حينها طلب منا أن نقوم بأعمال يدوية لنقدمها ضمن معرض المدرسة”.

ويتابع “مهند”: “عدت إلى المنزل وأخرجت صندوق الخياطة والأزرار الذي تمتلكه أمي، وبدأت بصناعة بعض القلادات والأساور بألوان وأشكال مختلفة، ومع بدء المعرض المدرسي تمكنت من تحقيق أعلى نتيجة تصويت كأفضل الأعمال اليدوية من قبل اللجنة التحكيمية”.

طموح “مهند” لم يتوقف هنا، وثقته بنفسه ازدادت يوماً بعد يوم، خاصة أن عدداً من أصدقائه طلبوا منه شراء ما صنعه ضمن المعرض، وهنا بدأت الموهبة والهواية تتحول إلى مهنة استطاع من خلالها تأمين مصروفه الجامعي حتى اليوم، وفق وصفه.

ويشرح “مهند” عن معاناته الاجتماعية في بداية الأمر قائلاً: “لم يستطع الكثير من أصدقائي وأقربائي من فهم معنى عملي ورغبتي بممارسته، خاصة أنه من الأعمال التي تعتبر خاصة بالنساء، فالعمل بالصوف والأزرار والخيطان ارتبط تاريخياً بهم، دون أي سبب”.

وتعرض الشاب العشريني للكثير من الانتقادات ووصل بعضها للتشكيك بميوله الجنسية، أو السخرية من أنه يصنع ما يرتديه، لكن اليوم ومع تطور الموضة وانفتاح المجتمع أصبح الأمر عادياً، على حد تعبيره.

ويفكر “مهند” بتطوير عمله هذا وتحويله لشركة صغيرة أو ماركة مسجلة، بعد أن أصبح عمله يُطلب ضمن محافظات أخرى، وإلى دول مثل لبنان والإمارات عن طريق السوريين الموجودين هناك وبأسعار مقبولة ومربحة، كما أن البعض طلب منه افتتاح دورات تعليمية لهذه المهنة، وفق قوله.

قد تكون أصابع “مهند” الخشنة وكفاه السميكتان يمكنونه من العمل بمهنة أكثر خشونة، لكنه اختار العمل بمهنة تليق بروحه، لتكون كل قطعة يصنعها امتازت بمزيج يجمع بين خشونة الأصابع وحلاوة الروح وفقاً لما يقولوه زملاء له.

إعداد: نبيل المير

زر الذهاب إلى الأعلى