تقارير

وكالة فرنسية تسلط الضوء على مخاوف اللاجئين السوريين بترحيلهم من لبنان

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2018-12-24 16:59:19Z | |

تقرير جديد للوكالة الفرنسية “فرانس24″، يسلط الضوء على موضوع الخطاب العنصري مؤخراً ضد اللاجئين السوريين في لبنان، وصولاً إلى “هاجس الترحيل”.

وجاء في التقرير، أن الجيش اللبناني شنَّ خلال الأسابيع القليلة الماضية حملات مداهمة واسعة لتوقيف سوريين لا يمتلكون إقامات أو أوراق ثبوتية أسفرت عن توقيف نحو 450 شخصاً، تمّ ترحيل أكثر من ستين منهم إلى سوريا.

وبعد اندلاع النزاع في سوريا المجاورة، لجأ عدد كبير من السوريين الى لبنان.

وتقدّر السلطات حالياً وجود أكثر من مليوني لاجئ على أراضيها، بينما عدد المسجّلين لدى الأمم المتحدة يتجاوز بقليل عتبة 800 ألف.

ومنذ استعادة القوات الحكومية السيطرة على الجزء الأكبر من مساحة البلاد، تمارس بعض الدول ضغوطاً لترحيل اللاجئين من أراضيها بحجة تراجع حدّة المعارك “وفقاً للتقرير”.، لكن ذلك لا يعني، وفق منظمات حقوقية ودولية، أن عودة اللاجئين باتت آمنة في ظل بنى تحتية متداعية وظروف اقتصادية صعبة وملاحقات أمنية تشمل اعتقالات تعسفية وتعذيباً.

وبحسب التقرير: “في لبنان، تنوّعت الضغوط على اللاجئين السوريين من حظر تجول في أوقات معينة وتوقيفات وترحيل قسري إلى مداهمات وفرض قيود على معاملات الإقامة، بينما تنظر السلطات إلى ملف اللاجئين بوصفه عبئاً وتعتبر أن وجودهم ساهم في تسريع ومفاقمة الانهيار الاقتصادي المتواصل منذ 2019”.

“يخشون الخروج إلى الشارع”

وتؤكد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن المسجلين لديها يحصلون على مساعدة نقدية بالليرة اللبنانية فقط، وأن التمويل المتوافر لديها يغطي 43 في المئة من اللاجئين المحتاجين.

وأشارت المفوضية مؤخراً، في تصريح لوكالة فرانس برس، إلى ارتفاع في عدد المداهمات في مناطق يقطن فيها لاجئون سوريون في منطقتي جبل لبنان والشمال، بينها 13 مداهمة على الأقل في شهر نيسان/أبريل.

وأفادت المنظمة عن تقارير تفيد بأن بين الموقوفين والمرحلين لاجئين مسجلين لديها.

وأوضح المصدر المتابع للملف لوكالة فرانس برس أن في بعض الحالات فُرّق أطفال عن عائلاتهم.

وأعرب عدد من السوريين عن خوف يتملكهم في الأيام الأخيرة يمنعهم حتى من الخروج إلى الشارع.

ويقول أبو سليم الذي طلب استخدام اسم مستعار، لفرانس 24: “منذ أيام أجلس ونحو عشرين عاملاً سورياً آخر في مستودع المكان الذي نعمل فيه خشية توقيفنا”.

ويخاف أبو سليم أن يتمّ تسليمه للسلطات السورية بعدما عانى ست سنوات في سجونها حيث تعرّض لتعذيب شديد، على حدّ قوله.

ويضيف “لا أريد أن أعيش تجربة الاعتقال مجدداً، إذا دخلت السجن مجدداً، لن أخرج منه”.

وترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الأربعاء اجتماعين لبحث ملف اللاجئين السوريين، تم التأكيد خلالهما على مواصلة تدابير الجيش والقوى الأمنية “بحق المخالفين خصوصا لجهة الداخلين بصورة غير شرعية وغير الحائزين على الوثائق الرسمية والقانونية”.

واعتبر وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار الشهر الحالي أن الموضوع بات “قضية حياة وموت”، محذراً من “تغييرات ديموغرافية خطيرة وسنصبح لاجئين في بلدنا”.

خطاب الكراهية:

وارتفع خلال الأسابيع الماضية مجدداً خطاب الكراهية تجاه السوريين، وطالب لبنانيون كثر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بإخراجهم من لبنان.

ويتساءل عمار (31 عاماً)، اللاجئ السوري في لبنان منذ 2014، “لِمَ كل هذه الكراهية تجاهنا؟ نحن شعب لجأنا إلى هنا هرباً من الموت، ماذا فعلنا لكم؟”.

ويعيش عمار، الوالد لطفل رضيع، في حيرة من أمره منذ بدء المداهمات الأخيرة.

ويقول “لم أخرج من المنزل منذ أن سمعت عن الترحيل، لكنني أخاف أيضاً أن يقتحم الجيش بيتي ويسلّمني، كما أنني مضطر إلى العودة إلى العمل لأشتري الحليب لطفلي الرضيع”.

كان عمار يأمل أن يتخرج من كلية إدارة الأعمال، لكن النزاع في بلده دفع به للجوء الى لبنان حيث يعمل في خدمة التوصيلات.

ويضيف “لو كنت أعرف أن الأمور ستصعب بهذا الشكل، لما تزوجت ودمرت حياة عائلتي معي”.

ومع استمرار تدهور الأوضاع المعيشية في سوريا، بات كثر يعبرون إلى لبنان عبر طرق التهريب أملاً في ركوب قوارب الهجرة غير القانونية أصبح لبنان نقطة انطلاق لها نحو أوروبا منذ فترة.

ويقول عمار “قد أجد الأمل في البحر، لكن في سوريا لم يعد هناك من أمل”.

ويضيف “أفضّل الموت في البحر على العودة إلى سوريا”.

زر الذهاب إلى الأعلى